-A +A
فهيم الحامد (جدة)
AlFhamid@

لم تكن ردود الفعل المرحبة من القيادات العربية والإسلامية، بانعقاد القمة العربية الإسلامية بالعاصمة السعودية الرياض في 23 من الشهر الجاري، بحضور الرئيس الأمريكي ترمب ـ التي وصفت بأنها أكبر محفل سياسي خليجي عربي إسلامي أمريكي في التاريخ الحديث، وقبولهم الدعوة من خادم الحرمين الشريفين لحضورها ـ مستغربة على الإطلاق؛ إذ أكدت مصادر دبلوماسية خليجية رفيعة لـ«عكاظ»، أن القيادات العربية والإسلامية كانت في الواقع تنتظرالدعوة السعودية بترقب؛ لأن القمة العربية الإسلامية المرتقبة تمثل فرصة تاريخية غير مسبوقة، لعصف ذهني مع الرئيس الأمريكي ترمب بشكل مباشر في أول جولة خارجية له، والاستماع منه حيال سياسة إدارته الجديدة للقضايا العربية والإسلامية، فضلا عن رؤيته إزاء مكافحة الإرهاب الظلامي ونظرته تجاه الدين الإسلامي، إلى جانب قراءة الفكر الترمبي الجمهوري الجديد عن قرب.


وأشارت المصادر إلى أن دبلوماسية القمم الثلاث التي هندستها الرياض، ستكون فرصة للقيادات الخليجية والعربية والإسلامية نفسها، لترتيب أوضاع البيت العربي والإسلامي من الداخل والنقاش المستفيض حول كيفية التحديات ومنع التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية والإسلامية ومعرفة العدو الذي يعيش بين ظهرانينا والشقيق الوثيق الذي يجب أن نعزز علاقاتنا معه.

ومن الواضح أن دبلوماسية القمم الثلاث ستكو ن رسالة واضحة وجلية لإيران أنها لم تعد معزولة فقط في المحيط الخليجي والإقليمي والإسلامي بل والعالمي، ليس بسبب اعتبارها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم فحسب، بل لأنها أصبحت دولة منبوذة في المجتمع الدولي، بسبب سياساتها العدوانية في المنطقة العربية، وتحديدا في العراق وسورية ولبنان واليمن، فضلا عن تدخلاتها في شؤون الدول الخليجية.

وأوضح مراقبون خليجيون أن هناك قناعة في المجتمع الغربي أكثر من أي وقت مضي أن إيران التي جبلت على دعم الإرهاب الطائفي والظلامي، أصبحت دولة مارقة ويجب عزلها عالميا، لكي تنصاع لقرارات الشرعية وتتوقف عن نشر الفكر الطائفي الإثني عشري، وتخرج صاغرة من سورية ولبنان والعراق واليمن طوعا أو كرها، فيما أكد لـ«عكاظ» مراقبون أمريكيون أن دبلوماسية القمم الثلاث تعتبر أكبر حراك سياسي إستراتيجي تقوده السعودية في التاريخ الحديث والذي سيصب لفهم أكثر لسياسة الإدارة الجمهورية والسعي لإيجاد حلول عادلة وشاملة لأزمات الشرق الأوسط وفق المرجعيات والشرعية الدولية. وأشاروا إلى أن القمم الثلاث التي تستضيفها الرياض تعتبر بكل تغيير ليس فقط في قواعد اللعبة، بل تغيير في قواعد الاشتباك أيضا، موضحين أن حقبة ترمب تختلف جذريا عن زمن الإدارة السابقة، الذي كان خامنئي محظوظا فيه بالرئيس أوباما، الذي كان يريد الاتفاق مع إيران حول البرنامج النووي بأي ثمن، الأمر الذي عزز من موقعه ليس فقط في الداخل ولكن في المحيط الدولي، فضلا عن أن الأموال التي استردتها إيران من أمريكا في عهد أوباما والتي تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات ذهب قسم كبير منها لتغطية نفقات الحروب الإرهابية التي تسببت بها طهران في المنطقة، ولم يصل خزينة الدولة الإرهابية إلا الصفر. ومن الواضح أن خامنئي سيتجرع السم عمليا هذه المرة، وليس نظريا، كما قال مهندس الفكر الإرهابي، الخميني: «إن وقف إطلاق النار في الحرب العراقية بمثابة تجرعه السم».

وسيتجرع الحرس الثوري المسيطر على مرافق الدولة الإرهابية أيضا السم؛ لأن النظام الإيراني يعيش المرحلة الأسوأ في تاريخه ولن يتمكن أي رئيس جديد للدولة الإرهابية من إنقاذ إيران من المقصلة؛ لأن حسابات البيدر والحقل تغيرت في المنطقة، و«قم» أصبحت في مرمى نيران ترمب.